الأخبار

الحفل العالمي لموسيقى الجاز يودّع ميلبورن ليحط رحاله في كيب تاون العام المقبل

ميلبورن، أستراليا، 30 نيسان/أبريل - نُظّمت آلاف الفعاليات الاحتفالية في 195 دولة في قارات العالم السبع إحياءً لليوم الدولي لموسيقى الجاز لعام 2019 الذي اختُتم مساء اليوم في ميلبورن في أستراليا خلال حفل عالمي رائع أحيته ثُلّة من كبار فناني الجاز العالمين في مركز ميلبورن للفنون قاعة هامر الشهيرة٬ بقيادة هيربي هانكوك (الولايات المتحدة الأمريكية) وجيمس موريسون (أستراليا) والمخرج الموسيقي جون بيسلي (الولايات المتحدة الأمريكية). وقد جرى بث الحفل مباشرة عبر منصات الأمم المتحدة واليونسكو وكذلك عبر موقع www.jazzday.com.

وقد افتتح مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة٬ السيد٬ إرنستو أوتون راميرز٬ الحفل إلى جانب سفير اليونسكو للنوايا الحسنة، هيربي هانكوك. قال أوتون راميرز بهذه المناسبة: "اجتمعنا الليلة للاحتفاء بالطاقة والبهجة التي تزرعها فينا هذه الموسيقى الرائعة، ناهيك عن القيم التي يجسدها هذا النوع الفني المرموق - قيمُ الإبداع والتنوع وحرية التعبير." وأضاف قائلاً: "لقد تطورت موسيقى الجاز من الرغبة للتمتع بالحقوق المدنية، من الشوق للحرية وضمان كرامة الإنسان. ولا تزال موسيقى الجاز اليوم تعبّر عن نضالات وتطلعات الملايين من الناس".

وقد أحيا العرض الافتتاحي اثنان من أبرز الموسيقيين في أستراليا وأكثرهم شعبية٬ وهما عازف الديجيريدو ويليام بارتون٬ وعازف البوق جيمس موريسون. وتلا ذلك عرض مشترك بين المغنية جين مونهيت والمغني وعازف الجيتار البرازيلي شيكو بينهيرو٬ قدّما فيه رائعة موسيقى الجاز البرازيلية الكلاسيكية "ووترز أوف مارش" لأنتونيو كارلوس جوبيم. وكما جرت العادة خلال احتفالات اليوم الدولي لموسيقى الجاز٬ اختُتمت الفعاليات الاحتفالية بحفل عالمي أحيته ثُلّة من كبار فناني الجاز العالمين قدموا فيه أغنية مستوحاة من موسيقى الجاز العالمية لنشيد السلام لجون لينون، "تخيل". وتجدر الإشارة إلى أن الحفل شهد في المجمل مشاركة أكثر من 30 فناناً عالمياً ساهموا بمواهبهم المميزة في إحياء أمسية مميزة ستحفر في الذاكرة إلى الأبد.

وكان أقيم هذا الحفل بعد أسبوعين من عروض موسيقى الجاز والأنشطة التثقيفية التي نُظّمت في عدد من المدن الأسترالية، كون أستراليا كانت البلد المضيف لفعاليات اليوم الدولي لموسيقى الجاز لعام 2019. وقد أولت هذه العروض والأنشطة اهتماماً خاصاً للغة ومجتمعات السكان الأصليين، وذلك في لفتة مميزة للغاية كون اليوم الدولي لموسيقى الجاز لهذا العام يتزامن مع السنة الدولية للغات السكان الأصليين. وقد قدّم ويل بارتون درساً موسيقياً قدّم فيه تقنيات الجاز الكلاسيكية بروح جديدة من خلال عزف مقطوعات من الموسيقى التقليدية للسكان الأصليين على آلته الموسيقية.

وكانت فرقة "Hard Knocks Choir" الموسيقية التي تضم أعضاء ينتمون إلى جماعات مشردة، من بين الفرق المشاركة في الحفل وقد أبرزت الدور الذي تضطلع به الموسيقى للوصول إلى المجتمعات المهمّشة، وتعزيز الكرامة والتماسك الاجتماعي في أستراليا.

وشارك آلاف الطلبة من مدارس نيو ساوث ويلز الحكومية في سيدني في برامج تعليم الجاز التي نُظّمت في دار أوبرا سيدني على يد هيربي هانكوك وجيمس موريسون وأنتونيو هارت ومعهد هربي هانكوك لموسيقى الجاز. وتخلل احتفالات اليوم الدولي لموسيقى الجاز في ميلبورن عدد من الدروس الموسيقية التي نُظّمت في معهد كونسرفتوريوم ميلبورن؛ وحلقات عمل مع كل من إريك ريد، وطارق يمني، وآي بو، وغيرهم من أيقونات هذه الموسيقى. ومن بين الفعاليات البارزة التي شهدها الحفل أيضاً٬ أقيم عرض خاص لموسيقى الجاز في مركز أديلايد للمهرجانات، فضلاً عن عدد من العروض التي جابت شارع الملك في بريسبان لمدة خمسة أيام، واحتفال "نساء في عالم الجاز" في بيرث.

وبعد الاحتفالات الصاخبة بموسيقى الجاز في أستراليا٬ ستكون مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا المحطة التالية لليوم الدولي لموسيقى الجاز للعام المقبل. وقال البروفيسور إهرون رنسبرغ، أحد المناهضين المخضرمين لأي شكل من أشكال الفصل العنصري، ورئيس اللجنة الوطنية لليونسكو في جنوب أفريقيا، إن استضافة هذا الحفل العالمي أتت في توقيت هام للغاية بالنسبة للبلاد. وأوضح قائلاً: "تمر جنوب أفريقيا في الوقت الراهن بمرحلة انتقالية معقدة٬ في خطوة لتوطيد التماسك الاجتماعي وتعزيز روح التسامح والوحدة في التنوع. وهذه هي الرسالة التي يمكن لموسيقى الجاز أن تحملها لنا - هذه هي ماهية موسيقى الجاز، ويمكن لجنوب أفريقيا أن تضطلع بدور ريادي لحمل هذه الرسالة.

يجري الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز في 30 نيسان/أبريل من كل عام. ويتمثل الهدف من هذا اليوم في تسليط الضوء على القوة الكامنة في موسيقى الجاز كقوة داعمة لتحقيق الحريات وإطلاق العنان للإبداع بشتّى أشكاله، وكذلك تعزيز الحوار القائم على الاحترام والتفاهم بين الثقافات، وتوحيد الناس من جميع أنحاء العالم. وينظّم هذا اليوم سنوياً بالشراكة بين اليونسكو ومعهد هيربي هانكوك لموسيقى الجاز، وهو أحد الأيام الرسمية المعترف بها من قبل كل من اليونسكو والأمم المتحدة.

للمزيد من المعلومات بشأن هذا اليوم، تفضوا بزيارة موقع www.jazzday.com أو www.unesco.org/jazzday.