الأخبار

الدورة الخامسة والعشرون لليوم العالمي لحرية الصحافة تعزز دور الرصد والرقابة الذي يقوم به الإعلام

 شارك تسع مائة مشارك من جميع المناطق في العالم في الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي نظمته اليونسكو وحكومة غانا في أكرا يومي 2 و3 أيار/مايو، هذا وقد حضر الحفل مشاركون يمثلون حوالي 90 جنسية.

ركز المشاركون خلال الاحتفال والذي استمر لمدة يومين على دور الصحافة كجهة رقابة ورصد في المجتمع، كما تناول النقاش العلاقة بين وسائل الإعلام والقضاء وسيادة القانون.

ومن أبرز أحداث هذا الاحتفال منح جائزة اليونسكو / غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة إلى المصور الصحفي المصري محمود أبو زيد المعروف بـ شوكان والذي يقبع منذ عام 2013 في سجون المعتقل في مصر إثر اعتقاله أثناء تغطية الاحتجاجات، كما تجدر الإشارة إلى أن شوكان يواجه عقوبة الإعدام.

واستضاف حفل تسليم الجائزة كل من رئيس جمهورية غانا، نانا أكوفو - أدو، ونائب المديرة العامة لليونسكو، غيتاشيو إنغيدا.

هذا وقد أعلن الرئيس أكوفو – أدو أثناء الاحتفال أن الشعب الغاني سيدافع دائما عن الحق في حرية التعبير بسبب تصميم هذا الشعب على بناء مجتمع حر ومنفتح يقوم على مساءلة الحكم في البلاد. وفي إشارة إلى إلغاء قانون التشهير الجنائي في غانا في عام 2001، قال أكوفو - أدو: "إنني أفضل وسائل إعلام اليوم الصاخبة على تلك التي اتسمت بالرتابة والتسحيج والتملق في الأمس. ففي الواقع، لقد أثرت وسائل الإعلام الغانية على إدارة البلاد بفضولها ومثابرتها على كشف الحقيقة والمهارة التي أبدتها في إجراء التحقيقات ".

وفي بداية المؤتمر، ذكرت السيدة نينا نواكانما، كبيرة مديري رسم السياسات في مؤسسة الشبكة العالمية العنكبوتية، المشاركين بالتحول الملحوظ في المشهد الإعلامي منذ 1991، أي عندما تمخض تأسيس اليوم العالمي لحرية الصحافة عن إعلان ويندهوك القائم على مبادئ الإعلام الحر، المستقل والمتعدد. حيث كانت الانترنت في ذلك الوقت غامضة بالنسبة للجميع، أما في 2018، ولأول مرة في تاريخ البشرية، سيكون 50٪ من سكان العالم على الانترنت. يعني ذلك بالنسبة لـ نواكانما: "كتاب جدد. محررون جدد. أدوات جديدة. منافذ جديدة للتعبير. قراء جدد. فرص هائلة. فرص أكبر للتواصل. فرص للنشر. وفرص أكثر للعمل."

وفي أثناء الجلسة العامة الثانية، ناقش المتحدثون المخاطر التي يواجهها الصحفيون الذين يتولون مهام التحقيق الصحفي، لا سيما عند الكشف عن الفساد وسوء الإدارة السياسية. حيث لخصت ستيفاني بوساري، محررة Digital Africa في CNN، جوهر النقاش بقولها: "نعم، يمكنك أن تقتل، لكن لن تتمكن من قتل القصص". كما شارك في هذه الجلسة خوسيه أوجاز، المفوض الحكومي السابق في بيرو، أولواتوييوسي أوغونسي رئيس قسم غرب أفريقيا لخدمة بي بي سي العالمية، وويل فيتزجيبون من اتحاد المحققين الصحفيين، والصحفية بترا كاروانا دينغلي من مالطا، وجوب ربكين محرر التحقيقات في القناة الرابعة.

وبدوره قدم ربكين خلال كلمته الرئيسية التحقيق السري الذي قام به أعضاء فريقه بما يتعلق بـ كامبريدج أنالاتيكا والذي أدى إلى كشف الأساليب الفاسدة التي لجأت إليها شركة تحليل البيانات من أجل التحايل على نتائج الانتخابات، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية. هذا وقد تزامن خطابه هذا مع إعلان كامبريدج انالاتيكا عن إفلاسها. كما ذكّر رابكين المشاركين بأن التكنولوجيا في تغير وانتشار سريعين كما أنها فاقت درجة اتساعها قدرة القوانين في معظم الدول على مواكبتها. واختتم قائلا: "يعني ذلك أننا في الصحافة خط الدفاع الأخير في أغلب الأوقات".

وفي ختام المؤتمر، اعتمد المشاركون "إعلان أكرا" الذي يدعو الدول الأعضاء في اليونسكو إلى وضع آليات وطنية مخصصة لحفظ سلامة الصحفيين وضمان احترام القرارات القضائية الصادرة عن محاكم حقوق الإنسان الإقليمية. كما دعوا اليونسكو إلى مواصلة دعم الصحفيين من خلال بناء القدرات للمحافظة على السلامة والأمن في المجال الرقمي.

وقد قدم المعرض السنوي للصورة الصحفية العالمية الذي أقيم أثناء المؤتمر أعمال الفائزين بأكثر جوائز التصوير الصحفي شهرة. إضافة إلى ذلك، عرضت اليونسكو والتجمع الألماني من أجل الفن Wahrheitskämpfer (المدافعون عن الحقيقة) صورا لـ 50 صحفي قتلوا.

هذا وقد أقيمت تغطية خاصة لهذا الحدث من قبل غرفة أخبار الشباب والمكونة من 40 صحفيا وصحفية من فئة الشباب من جميع أنحاء العالم.

ومن جهتها نظمت اليونسكو ومنظمات أخرى في جميع أنحاء العالم ما يقرب الـ 100 حدث للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.