الصور: سيف كسمات
النص: كاترينا ماركيلوفا، اليونسكو
سيف كسمات، هو أحد الوجوه الصّاعدة في عالم التّصوير الفوتوغرافي المغربي. وقد وثّق في مشروعه "واحة" الحياة في واحات الجنوب المغربي كما هي عليها اليوم، بعيدا عن الكليشيهات الاستيهامية التي طالما حبكها الخيال ونقلتها سردّيات المسافرين.
لإبراز تدهور هذه النظم البيئية الهشّة، لم يكتف هذا المهندس السابق بعرضها بل استعمل الإمكانيات التّشكيلية للتّصوير الفوتوغرافي لتجسيد المآسي التي تنخر تلك الواحات التي هي بمثابة جزيرات حياة. بعض صوره محترقة، ومتآكلة بمفعول الحموضة، في اختصار مذهل بين مرتكزات الصّورة وموضوعها؛ فالواحات التي أصبحت ضحية الزّراعة المكثّفة والتغيّر المناخي، ابتُليت بالجفاف وبتراكم الرّمال.
لقد تغيّر فعلا مشهد المجال الطبيعي للواحات في غضون جيل واحد إذ تركت بساتين النخيل المكان لغطاء نباتي عار، وتشقّقت التّربة بفعل نقص المياه، وهو ما يعرّض للخطر التنوّع البيولوجي الهائل لهذه الأراضي التي ما زالت تأوي أكثر من مليوني ساكن ومعظم الأجناس الحيوانية في المغرب[1]. وقد أبان عمل سيف كسمات جمال هذا العالم الهشّ الذي ما زال بالإمكان إنقاذه. وهو يؤكّد أنّه "ما دامت هناك حياة في هذه الأماكن، يبقى الأمل في الحفاظ عليها قائما".
*منذ سنة 2000، أُدرجت واحات الجنوب المغربي في شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي.