Hussen Nasser Al-Yabari

قصة

تحقيق صحافة بيئية وسط النزاع في اليمن

في اليوم العالمي لحرية الصحافة 2024، يسلط هذا المقال الضوء على التحديات التي يواجهها الصحفيون البيئيون، خاصة في مناطق النزاع مثل اليمن

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 2024، تحت عنوان "صحافة من أجل الكوكب: الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية"، مع التأكيد على الدور الأساسي للصحافة والمعلومات الموثوقة في حماية كوكبنا، فمن الضروري تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الصحفيون، لا سيما في مناطق النزاع مثل اليمن. في خضم الاضطرابات المستمرة، لا يزال الصحفيون اليمنيون يواجهون خطر التحدي للإبلاغ عن القضايا الحاسمة بما في ذلك الأزمات البيئية التي تؤثر على بلدهم. وتحقيقا لهذه الغاية، يسلط مكتب اليونسكو الدول الخليج واليمن الضوء على العمل الأساسي للصحفيين اليمنيين من خلال مقابلة مع السيد حسين ناصر اليعبري، وهو صحفي بيئي في مؤسسة 'حلم أخضر'، وهي مؤسسة بيئية تهدف إلى تعزيز الوعي والفهم العام للتحديات البيئية في اليمن.

يواجه اليمن، المثقل بالصراع، عددا كبيراً من التحديات البيئية. على مدى العقد الماضي، تسببت الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك الفيضانات والأعاصير والانهيارات الأرضية والجفاف، في أضرار جسيمة في البلاد. ومن بين القضايا الأكثر تأثيراً، العديد من الأعاصير التي ضربت اليمن، مما أدى إلى أضرار جسيمة في المساكن والبنية التحتية، وإغراق مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، وفقدان آلاف الأطنان من المحاصيل، وأكثر من ذلك، مما أثر بشكل مباشر على سبل عيش اليمنيين. في نوفمبر 2023، وفقا لتقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، ضرب إعصار تيج المناطق الساحلية الجنوبية لليمن، مما أثر على ما يقدر بنحو 100,000 أسرة، بينها 3,000 امرأة حامل. ويوضح اليعبري أن هذه التحديات تفاقمت بسبب النزاع، حيث أدت الكوارث التي هي من صنع الإنسان مثل إزالة الغابات، والاستخدام غير الآمن للمبيدات، والانسكابات النفطية، وسوء إدارة النفايات، إلى مزيد من الضغط على موارد البلاد. ويضيف: "واجه اليمن العديد من التحديات البيئية الكبيرة خلال العام الماضي، والتي تفاقمت بسبب الصراع المستمر، وتدهور الظروف الإنسانية والاقتصادية والبيئية".

إن الوعي بجوانب الأزمة البيئية وعواقبها أمر أساسي لبناء السلام. العمل الصحفي أمر بالغ الأهمية لهذا الغرض، حيث يوفر للجمهور معلومات موثوقة وتحليلا ثاقبا وفهما شاملا للقضايا التي تؤثر عليهم بشكل مباشر. يقول اليعبري مشاركاً قصة نجاح: 

كان أكبر تهديد يواجه الناس والبيئة في اليمن هو خزان نفط سفينة صافر، الذي تم إنقاذه الآن. في حلم أخضر، قمنا برفع مستوى الوعي بهذه القضية من خلال الحملات ونشر الأفلام والتحذيرات عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية. لن تعرف المجتمعات بهذا التهديد ما لم نرفع الوعي وننشر المعلومات حوله

وعلى الرغم من الأولويات المتنافسة في أوقات النزاع، يشدد اليعبري على أهمية إعطاء الأولوية لإعداد التقارير البيئية. ويجزم بأن الإبلاغ عن القضايا البيئية أثناء الأزمات أمر بالغ الأهمية، لأن الصراع يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، مما يؤثر بشكل مباشر على سبل عيش السكان. ويوضح قائلا: "نحن نعطي الأولوية لنهج استراتيجي يوازن بين الإلحاح والتأثير وحاجة الجمهور إلى المعرفة، والإبلاغ عن الأزمات التي تشكل تهديدات مباشرة لصحة الإنسان وسبل عيشه، مثل ندرة المياه أو النفايات السامة أو الانسكابات النفطية. نحن نربط القضايا البيئية بالأمور الإنسانية، ونربط النقاط بين تغير المناخ والفشل الزراعي وانعدام الأمن الغذائي". 

Navigating Environmental Journalism Amid Conflict in Yemen

التحديات التي تواجه إعداد التقارير في حالات النزاع

يمثل الإبلاغ عن الأزمات البيئية وسط الصراع وعدم الاستقرار السياسي تحديات عديدة. يواجه الصحفيون عقبات كبيرة في البحث عن المعلومات حول هذه القضايا ونشرها، خاصة في بلد يعاني من الحرب مثل اليمن. وفقا للتقرير الفصلي الأول لنقابة الصحفيين اليمنيين لعام 2024، تم توثيق 17 حالة انتهاك ضد حرية الإعلام في البلد خلال الربع الأول من العام. وشملت هذه الانتهاكات فرض قيود على الحريات، والاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الصحفية، ومصادرة الممتلكات.

بالإضافة إلى التعامل مع التهديدات المادية والاقتصادية والسياسية والنفسية والرقمية والقانونية، قد يكون الوصول إلى معلومات موثوقة في أوقات الأزمات أمرا صعبا. ويوضح اليعبري قائلا: "بما أن النزاع قد استنزف الموارد، بما في ذلك الوقود والكهرباء والاتصال بالإنترنت، يواجه الصحفيون صعوبات في جمع البيانات وإجراء المقابلات ونقل التقارير. انقطاع التيار الكهربائي ومحدودية الوصول إلى التكنولوجيا يعيقان الإبلاغ في الوقت المناسب". وللتغلب على هذه العقبات، يؤكد اليعبري على أهمية بناء علاقات مع المجتمعات المحلية، وعلى التعاون مع الصحفيين الموثوق بهم، واستخدام قنوات اتصال آمنة. ويشير إلى أن النزاع يؤدي إلى زيادة انتشار المعلومات المضللة، مما يجعل التأكد من الحقائق ضروريا في مكافحة المعلومات المضللة وضمان دقة الإبلاغ. ويضيف: "نهدف دائما في تقاريرنا إلى لعب دور حاسم في زيادة الوعي والتأثير على السياسات. وبالرغم من التحديات، فإننا نؤمن بأن الصحافة البيئية تساهم في إحداث تغيير إيجابي في اليمن وخارجه".

نهدف دائما في تقاريرنا إلى لعب دور حاسم في زيادة الوعي والتأثير على السياسات. وبالرغم من التحديات، فإننا نؤمن بأن الصحافة البيئية تساهم في إحداث تغيير إيجابي في اليمن وخارجه