الأخبار

قصة نضال صحافيّ شاب من أجل حرية التعبير

"لا يمكن للناس أن يفهموا حقيقة ما يحدث في أماكن مثل سوريا والعراق وأفغانستان دون مساعدة أصوات محليّة وصحافيّين من قلب الحدث"، هذا ما قاله الصحافي الشاب مرتجى باهبودي، وهو لاجئ من أفغانستان. 

"غادرت عائلتي أفغانستان عندما كنت في الثانية من عمري بسبب الحرب وانتقلنا للعيش في إيران كلاجئين. وإنّ حياة اللاجئين هناك صعبة. وكنا نكسب أقل بكثير من الإيرانيين، وتكلفة التعليم باهظة، ناهيك عن تكلفة الحصول على بطاقة شخصية والتي يجب أن تجدّد كل ستة أشهر. ولهذا بدأت العمل في سن التاسعة وأجبر أبي الذي كان شاعرا في الأصل على العمل في البناء لتدبير أمور المعيشة."  

ولكن مرتجى كان مصرّاً على إتمام دراسته الجامعيّة، ولذلك غادر إيران في السابعة عشرة من عمره ليعود لكابل بمفرده للالتحاق ببرنامج بكالوريوس في العلوم السياسيّة. وخلال دراسته، انجذب لفن التصوير وبدأ العمل كمصوّر صحافي لصالح مجلّة محليّة أسبوعيّة وسرعان ما انتقل للعمل مع عدد من وسائل الإعلام.  

وأضاف قائلاً: "لقد قتل العديد من الصحافيّين في أفغانستان. وتعدّ الحرب التي تفرضها طالبان مصدر العنف  الرئيسي في البلد، وقد بدأت طالبان والدولة الإسلاميّة منذ عام 2015 بإيجاد "ثقوب سوداء" في ما يتعلق بالمعلومات في جميع أرجاء البلد وكان من الواضح أنّه علي ترك البلد."  

"عندما وصلت إلى باريس، لم أكن أعرف أحداً ولم يكن بحوزتي أي شيء. وكنت أنام في الشارع لمدّة أسبوعين حتى سمعت ببيت الصحافيّين من مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والذي يقدّم الدعم والمأوى للصحافيّين الذين فروا من بلادهم بسبب عملهم."

ومنذ وصوله إلى باريس، التحق مرتجى ببرنامج ماجستير في العلاقات الدوليّة في جامعة السوربون وواصل عمله كصحفيّ وعمل بشكل رئيسيّ على تغطية قضايا اللاجئين والقضايا الثقافيّة والرياضة والسياسة في فرنسا. وعام 2015، تلقى دعوة للمشاركة في الكوب 21 من قبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بوصفه مصوراً صحافيّاً كما شارك في الكوب 22 في مراكش لتغطية قضية نزوح الأشخاص جراء التغيرات الجويّة.           

"إن الاستماع إلى حكايا الناس، لا سيما حكايا اللاجئين، هو الطريقة الوحيدة لفهم ما يجري في بلادهم على نحو أفضل، بالإضافة إلى تأثير هذه القضايا على حياة الناس. وبالنسبة لطالبان، فإنها تعتبر مهنة الصحافة جريمة حيث أنها تدين كل من يعترض أو يكمل تعليمه. ولكنني فخور لكوني أفغانيّ وسأستمر في النضال من أجل حرية التعبير ولإيصال قصص الناس الذين عاشوا ما عشته."

***