الأخبار

اليونسكو تحتفل بذكرى تحرير الموصل بتسليم المنزل التاريخي رقم 100 المعاد تأهيله

سلَّمت اليونسكو رسمياً المنزل التاريخي رقم 100 احتفالاً بالذكرى السنوية السادسة لتحرير الموصل من احتلال تنظيم داعش، ويمثل تسليم هذا المنزل مرحلة هامة من مراحل عمل اليونسكو في ترميم القسم التاريخي من المدينة.
article_mosul-historical-house_01

أطلقت اليونسكو في عام 2020 في إطار مبادرتها الرائدة "إحياء روح الموصل" مشروع إعادة تأهيل 124 منزلاً تاريخياً في مدينة الموصل القديمة، كانت قد تعرضت لأضرار جسيمة في أثناء النزاع الذي دار مؤخراً. وقد أمكن إنجاز هذا المشروع بفضل الدعم المالي السخي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي والتعاون المثمر مع وزارة الثقافة العراقية والسلطات المحلية.

وقد نجح المشروع في إنجاز 80% من الأعمال بعد مضي ثلاثة أعوام على بدئه، وعادت العوائل التي أجبرت على ترك منازلها الغالية على قلوبها. وقد سُلِّم البيت المرمَّم رقم مائة إلى صاحبته بصورة رسمية ضمن احتفال رمزي لتسليم المفتاح بمناسبة هذه الذكرى السنوية لتحرير الموصل.

وقد أُنجزت إعادة بناء هذه البيوت وفقاً لأعلى المعايير التراثية، حيث استُخدمت تقنيات تقليدية ومواد تقليدية حتى تُتاح مجدداً إمكانية نقل هذا التراث الاستثنائي الموصلي من جيل إلى جيل.

article_mosul-historical-house_02
article_mosul-historical-house_03

وقالت صاحبة البيت نجاة عبد العزيز التي تبلغ من العمر 82 عاماً: "إنَّ العودة للعيش في هذا المنزل أشبه بالحلم، فكل زاوية فيه تمتلئ بالذكريات الغالية وأنا أفتقد بشدة إلى العلاقات الرائعة مع الجيران". لقد عاشت نجاة في هذا البيت مع إخوتها وأخواتها التسعة طيلة حياتها قبل أن تضطر إلى مغادرته بسبب الدمار الذي لحق به، وتابعت حديثها قائلة: "يحفز ترميم هذه البيوت عودة الناس إلى المنطقة ويعزز الشعور بالأمل لدى السكان".

لقد نتج عن تخريب تنظيم داعش للمنطقة تشرد مئات السكان الذين لجؤوا إلى مناطق أخرى، وبقي المركز التاريخي لمدينة الموصل مهملاً لفترة طويلة من الزمن، على الرغم من أنَّ هذا الحي كان عزيزاً على قلوب أجيال من أهل الموصل.

ولكن دأبت اليونسكو منذ عام 2020 وفي إطار هذه المبادرة على إعادة تأهيل المنازل التاريخية الموجودة على طول المسار الواصل بين جامع النوري ومحلة النبي جرجيس، إلى جانب تحسين البنى الأساسية الخاصة بالمياه والكهرباء. وأدت هذه الأعمال إلى عودة أكثر من 650 شخص من السكان إلى منازلهم الأصلية، فحظوا بفرصة لإعادة بناء حياتهم في هذا المكان المتجذر في التاريخ. وقد يسرت عودة السكان افتتاح المتاجر في المنطقة، ودبَّت الحياة مجدداً في قلب الموصل.

نتج عن ترميم هذه البيوت التاريخية إنشاء فرص عمل استفاد منها 4710 عمال وحرفيين، وقامت اليونسكو بتدريب العمال المحليين على مختلف أساليب إعادة تأهيل المباني التراثية. وشارك في عملية إعادة التأهيل 1568 شخصاً من الباحثين عن عمل بالشراكة مع وزارة العمل.     

ويجري العمل على إعادة تأهيل البيوت الأربعة والعشرين المتبقية، وسوف تسلَّم إلى أصحابها بنهاية صيف عام 2023. وقد كان نجاح هذا المشروع في الموصل مصدراً للإلهام، حيث توسَّع ليشمل البصرة (في جنوب العراق)، إذ تقوم اليونسكو حالياً بترميم 11 منزلاً تاريخياً بالتنسيق مع السلطات المحلية.