الأخبار

أساتذة في مجال الصحافة: معاهد الصحافة الأفريقية يمكن أن تساعد في إعادة بناء الثقة في الصحافة

نُظِّمت مؤخراً مشاورتان بالنيابة عن اليونسكو شارك فيهما 60 مشتركاً تقريباً، وأفادوا أنه بإمكان معاهد الصحافة في جميع أنحاء أفريقيا المساعدة على ضمان تحسين عمل وسائل الإعلام في مجال حماية حقوق الإنسان والديمقراطية.
African journalism schools

وقال المتحدثون في الجلسات إنَّ هذا الدور القيادي يتضمن ما يلي: التحدث على الملأ عن مسائل تتعلق بالحريات الإعلامية؛ والتعامل مع المنظمات غير الحكومية التي تراقب وسائل الإعلام؛ وتنفيذ تدريب على السلامة في الموقع للصحفيات عندما لا تقوم غرف الأخبار بذلك. 

وقدِّمت اقتراحات إضافية من أجل إعادة بناء الثقة في وسائل الإعلام الأفريقية، ومنها عمل معاهد الصحافة مع المحررين للمساعدة على النهوض بأخلاقيات العمل الصحفي.

وقد أثيرت هذه الأفكار في مشاورتين إقليميتين عُقدتا عبر الإنترنت في آذار/مارس مع أساتذة ومدربين في مجال الصحافة في شرق أفريقيا وجنوبها. وتأتي هذه الفعاليات في إطار مشروع يعمل على تعزيز التميز في تعليم الصحافة في أفريقيا وهو تابع للبرنامج الدولي لتنمية الاتصال لليونسكو. وجاء تمويل هذه الأنشطة من مبادرة أخبار غوغل ونفذها مركز ويتز للصحافة بالتعاون مع معهد الصحافة والدراسات الإعلامية في جامعة رودس في جنوب أفريقيا.

ويعمل المشروع من خلال المشاورتين على وضع مجموعة من معايير التميز في تعليم الصحافة التي يمكن أن تستخدمها معاهد الصحافة وكلياتها والمنظمات غير الحكومية المعنية بها في تقييم برامجها التعليمية والتدريبية. ويتضمن ذلك منحاً صغيرة حيث ستدعى المؤسسات التي تقوم بالتقييم الذاتي وفقاً للمعايير النهائية إلى اقتراح مشروع يرأب الثغرات التي حددتها في برامجها التعليمية.

ورحبت بالمبادرة وامبوي كياي من قسم الصحافة والاتصال الجماهيري في جامعة نيروبي.

إننا نتشجع عندما نرى أمامنا مثل هذه الجهود. لقد شاركت جامعة نيروبي في مشروع عام 2007 الذي قادته اليونسكو بغية تعزيز التميز في تعليم الصحافة في أفريقيا. إنني أعزو جزءاً كبيراً من تطور المعهد إلى هذا المشروع، بما في ذلك التوسع في برامج البكالوريوس والماجستير وتطوير برنامج الدكتوراه.

وامبوي كياي

ركزت المناقشة على المعايير التي ينبغي استخدامها اليوم في تقييم جودة مؤسسات تعليم الصحافة.

ينبغي لنا ككليات إظهار دورنا القيادي، فهو يمنحنا فرصة مشاركة ما توصَّلنا إليه من خلال البحوث والتفوق فيه، وهو أحد السبل التي تخولنا خدمة المجتمع. أما إن كان ذلك يعجب وسائل الإعلام أم لا، فهو أمر آخر.

روبي أوتشينغجامعة الولايات المتحدة الأمريكية في أفريقيا ومقرها في كينيا

أبدى بعض المشاركين في المشاورتين الإقليميتين تحفظاً إزاء اتخاذ إجراءات تتجاوز التعليم والبحث الأكاديمي التقليدي، في حين رأى آخرون أنَّ عدم اتخاذ المعاهد موقفاً مبدئياً وعلنياً بشأن حقوق وسائل الإعلام بينما تعلم طلابها عن مدى أهمية هذه الحقوق، هو ضرب من النفاق.

ورأى البعض ضرورة وضع مبادئ توجيهية واضحة ترشد الأكاديميين إلى متى ينبغي عليهم التدخل لكي يتجنبوا الانجراف وراء قضايا سياسية أو حزبية. وفي رأي الكثير من المشاركين أنَّ زيادة اهتمام أقسام الصحافة بالمشاركة العامة هي مؤشر يدل على التميز في تعليم الصحافة.

تشهد الثقة في الصحافة تراجعاً على الصعيد العالمي، فإن انخراطنا نحن أقسام الصحافة في مسائل مثيرة للقلق مثل عدم المساواة أو الفقر أو أزمة المناخ سوف يساعد على توضيح أهمية تعليم الصحافة، وسوف يعزز الثقة في الصحافة في الأجل الطويل.

هيرمان فاسرمانرئيس قسم الصحافة بجامعة ستيلينبوش في جنوب أفريقيا

أثيرت في أثناء النقاش مسائل هامة أخرى كمشكلة الرشوة في غرف الأخبار، حيث وصفها أحد المشاركين بأنها "الديناصور" في الغرفة، وتعزى ثقافة الفساد هذه جزئياً إلى انخفاض أجور الصحفيين. فقد ساهم انخفاض الأجور إلى جانب مسائل أخرى مثل المضايقة والشواغل المتعلقة بالسلامة والافتقار إلى الصحفيات كنماذج يحتذى بها، في اختيار العديد من الخريجات الاتجاه إلى المهن المتعلقة بالعلاقات العامة أو التسويق بمجرد تخرجهنَّ.

سوف تنظَّم ثلاث مشاورات مع معلمين ومدربين في مجال الصحافة في غرب أفريقيا ووسطها وشمالها خلال شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل. فإن كنتم ترغبون في المشاركة فيها يمكنكم الاتصال بمنسق المشروع آلان فينلي على العنوان الإلكتروني: Alan.Finlay@wits.ac.za.

انقر هنا للاطلاع على الموارد في إطار سلسلة اليونسكو عن تعليم الصحافة.