يحلّل تقرير الاتجاهات العالمية في حرية التعبير وتطوير وسائل الإعلام: التقرير العالمي 2021/2022، الذي صدر مؤخرًا عن اليونسكو، حالة حرية وسائل الإعلام وتعدديتها واستقلالها وسلامة الصحفيين خلال السنوات الخمس الماضية. وفي هذا الصدد، يدق التقرير ناقوس الخطر جراء التراجع المقلق في مستويات حرية الصحافة حول العالم: حيث تؤكد البيانات والتحليلات الأصلية أنّ 85 بالمئة من سكان العالم شهدوا تراجعًا في حرية الصحافة في بلادهم خلال السنوات الخمس الماضية. ويبحث التقرير أيضًا تأثير فيروس كورونا على بيئات وسائل الإعلام الإخبارية التي تعاني أصلاً، وقد تراوحت الصعوبات بين القيود الجديدة المفروضة على حرية الصحافة ونماذج الأعمال التقليدية الفاشلة.
تستند نتائج التقرير إلى تحليل لـ 160 مصدرًا للبيانات أجرته اليونسكو بالاشتراك مع تحالف داتا بوب (Data-Pop Alliance) حول اتجاهات حرية وسائل الإعلام وتعدديتها واستقلالها وسلامة الصحفيين. واستُكمل هذا التحليل ببحوث أصلية أعدتها مؤسسة Economist Impact خصيصًا من أجل هذا التقرير.
النتائج الرئيسية الأخرى:
- الصحفيون يتعرّضون للهجوم. سجلت اليونسكو بين العام 2016 ونهاية العام 2021 مقتل 455 صحفيًا قُتلوا إما بسبب أو أثناء تأديتهم لعملهم. وفي الوقت نفسه، بلغت حالات سَجن الصحفيين مستويات غير مسبوقة.
- التدابير القانونية الجديدة تقوّض حرية الصحافة بدلاً من تعزيزها. قامت عشرات الدول منذ العام 2016 بوضع أو تعديل قوانين وأنظمة تهدف إلى تهديد حرية التعبير وحرية الصحافة على الإنترنت.
- نموذج الأعمال التقليدي لوسائل الإعلام الإخبارية على حافة الانهيار. أدى ازدياد عدد وسائل الإعلام إلى تخفيض أعداد موظفيها أو إغلاق أبوابها بشكل دائم. والآن، تتلقى شركتان فقط، هما غوغل وميتا، ما يقارب نصف إجمالي الإنفاق على الإعلان الرقمي العالمي.
- يمكن للبيانات المساعدة في فهم قطاع وسائل الإعلام وحرية التعبير وتقديم الدعم لهما. ولكن في البلدان والمجتمعات حيث لا تزال الصحافة هي الأكثر عرضة للخطر، بقيت صحة النظام الإخباري أشبه بصندوق أسود.
تتعرّض الصحافة المستقلة للخطر، فهي تعاني من ازدياد عمليات قمع حرية الصحافة، واستمرار التهديدات التي تطال سلامة الصحفيين وتآكل نماذج الأعمال التقليدية. ومن أجل التصدي بفعالية لهذه التحديات الملحة، علينا أولاً أن نفهمها. يساعد تقرير الاتجاهات العالمية والبيانات والتحليلات الواردة فيه على المضي قدمًا في فهمنا لهذه التحديات.
اكتشف التقرير حسب الفصول
دعوة للتحرك
قبل ثلاثين عامًا، تبنّى صحفيون من مختلف أنحاء القارة الإفريقية إعلان ويندهوك في حلقة دراسية نظمتها اليونسكو. وأذِن ذلك ببدء التوسع الملحوظ في مجالات الحرية والتعددية والاستقلال في الأخبار. وكان لهذا التوسع الفضل الأكبر في تحرير أسواق وسائل الإعلام. ومع أنّ الإعلانات ومبيعات النسخ والاشتراكات لم تكن مثالية، إلا أنّها زوّدت منافذ إعلامية كثيرة حول العالم بالموارد والاستقلال اللازمين لتزويد العامة بمعلومات جديرة بالثقة.
أما اليوم فقد أصبحت هذه الخطة في حالة يرثى لها.
لذلك، أُعيد تأكيد مبادئ إعلان ويندهوك عبر اعتماد إعلان ويندهوك +30 تحت شعار «المعلومات كمنفعة عامة» في العام 2021، وهو الإعلان الذي يوفر إطارًا لإشراك كافة الجهات الفاعلة في المجتمع. كما يلفت الإعلان الانتباه إلى أهمية العمل من أجل الحفاظ على قدرة وسائل الإعلام على الاستمرار، والشفافية والدراية الإعلامية والمعلوماتية.
فهذا الإعلان هو منارة لتضافر جهود التوعية والدعوة وبناء القدرات من قبل كل مَن يقدّر الصحافة ويعترف بها في الوقت ذاته كمنفعة عامة مهددة بالخطر.
ينبغي أن تكون الاتجاهات المقلقة التي أبرزها هذا التقرير دعوةً لمضاعفة الجهود.
ولكي تستمر الصحافة في العمل كمنفعة عامة ضرورية، يمكن للإجراءات الواجب اتخاذها أن تشمل ما يلي:
- وضع لوائح جديدة بشأن شفافية وسائل التواصل الاجتماعي،
- تقديم إعانات حكومية مستقلة للمنافذ الإخبارية الجديرة بالثقة،
- زيادة الدعم لإعلام الخدمة العامة الحقيقي،
- زيادة المساعدة المقدمة لتطوير وسائل الإعلام، و
- العمل على تكثيف الاستثمارات الخيرية.
كلها أمور تتطلب توفير الضمانات وتوخي الحذر لحماية معايير استقلالية التحرير وحرية التعبير. ويتعيّن على الصحفيين، من جهتهم، الالتزام بالنزاهة المهنية عند مواجهة الضغوط، كما يتعيّن على وسائل الإعلام تحسين أدائها في مجال الإبداع الرقمي.
اعرف الأرقام والاتجاهات والتحديات الرئيسية التي تواجهها وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والتعددية في جميع أنحاء العالم في أبرز النقاط من التقرير العالمي.